مالتِ الأيّامُ للحُزن ومِلتْ
وطالَت لياليَّ السّودُ وما نِمتْ؛
:اندَهَشَ القمرُ وساءَلَني، فقُـلتْ
يا قَمَرَ، في السّماءِ البعيدةِ عَـلَوتْ
…أمّا أنا، ففي أرضِ المنفى قد مُـتّْ
أُقصيتُ عَـن مَـوطِني وبالعارِ وصِمتْ
وأقصى العُـقـوباتِ أُنزِلَت عـليَّ وحُكِمـتْ؛
أحلُـفُ بالله ما مِـن ذَنبٍ إقـتَرَفتْ
…لكنّي بمَشـيئَـتِـه رَضيتُ وبِحِكـمَـتِهِ قَبِـلتْ
لا تسـألني مِـنَ الحَقـيقـةِ أيْـنَ كُـنتْ
فَمِـثـلُكَ أنـا للحَقـيقـةِ تَعَجَّبتْ؛
،أيـا قَمَـراً في الأعـالي سَـكَـنتْ
في أرضِ المَجهـولِ البقـاءُ فَضَّـلتْ
وعَلى طـريقِ الصَّـبرِ بِصَـبرٍ مَـشـيتْ؛
،إرحَل! فبـالكـلامِ يَـوماً مـا نَـفَـعـتْ
…وجـودُكَ نَسـيتُـهُ ووَجـهُـكَ مَـحـوتْ