،هـا أنـا ذا
،أقِـفُ أمَـامَ عَـينَيـكِ
،مَـرّةً أخْـرى
أرتَجِـفُ كالـوَرَقـةِ في الـرّيـاح
وَصَـوتُ نَبْـضِ قَـلبـي
…يُـشبِـهُ دَويَّ الـرَّعـدِ في لـيلـةٍ هَـوجـاء
،مَـرّةً أخْـرى
،أمَـامَ عَـينَيـكِ
كَطِـفـلٍ تـائـهٍ
يَبـحَـثُ عَـن أمّـهِ
في أوجُـهِ النَّـاس؛
،كَنُـقطَـةِ مـاءٍ في المُـحيـط
كَخـاطىء عِـنـدَ أقـدامِ السَّـيـدِ المَـسيـح
،يَـطلُـبُ الغُـفـرانَ
كالمُـذنِـبِ عَـلى أبـوابِ الجَـوامِـعِ
يَـتـرَجّـى العَـفـوَ والسَـمـاح
…مِـن ربّ السمـاواتِ والأرض
،هـا أنـا
،مَـرةً أخْـرى
أمَـامَ عَـينَيـكِ اللّـتيـنِ حَمَـلَـتْ في طيّـاتِهـا
أجـمَـلَ مَعـاني الحَيـاة
وأروَع الـذّكـريـات؛
عَـينَيـكِ اللّـتيـن
طـالَمـا مَـنَحَـتني الطَمـأنينـة
وفُـسحَـةُ الأمَـل
،وأخَـذتُـكِ بَيـنَ ذِراعـي
،مَـرةً أخْـرى
فـاهْـتَـزَّت المَـسكـونـة
بِحَـرارةِ شَـوقي إليـكِ
وبِـشَغَـفِ فـؤادي
الـذي مـا انْفَـكَّ يَكـتُـبُ بِـدقـاتِـهِ
اسمَـكِ الحَـبيـب
عِـلى صَفَحـاتِ الأيّـامِ العـابِـرة
…مَـعَ وحـدَتي وصَمـتي
،هـا أنـا ذا
،مَـرةً أخْـرى
أمَـامَ عَـينَيـكِ
،نـادِمـةٌ عَـلى سـاعـة اللـقـاء الأولى
آسِـفـٌة مِنـكِ عِـلى كُلّ اللـحَظـات التي رَسَـمنـاهـا سَـويـّةً
بِـخُطـوطٍ لـوَّنَـتهـا السّـعـادة
…بِـحِبـرٍ جَـفَّ وبَـهِـت
مَـرًة أخْـرى
ظَـنَنـتُ أنَّ دُمـوعَ عَـينـي
،قَـد تَـجُـفُّ كَمـا الحِـبـر
ووَدَدتُ لـو أنَّ الـوقـتَ يَـتسـمَّـر
،وأبـقى في أحـضـانـِكِ
…لَـكن وآسَفـاه
،وهـا أنـا ذا
،مَـرةً أخْـرى
مِـن أمَـامِ عَـينَيـكِ
أسْـتـَدِرُ وارحَـلُ
مُـخلّـفـةً وَرائـي
مـا تَبّقـى مِـن ذاكَ القَـلـب الـذي أمـلُك؛
لـيتَ المـاضي يَـعـود
،لأمحـو وجـودي مِـن أوراقِ كِتـابِـكِ
،لـيت الـذِكـرى، كَكُـلّ شَيءٍ
…تًـنتَهـي إلى الأبَـد
،لا زِلـتُ أحِبُـكِ بِجُـنـون
ومـا زالَـت عَـينَيـك
…بَـيتي ومَـسكَـني
،وهـا أنـا ذا
مَـرةً أخْـرى
وأخيـرة
…أمَـامَ عَـينَيـكِ